الرمادى (1)







فى البدء كان البوح ...


الرمادى كائن متفرد بين جلال الاسود الساتر للالم

و المتحدث بلغة العرب و العجم

و حياد الابيض المنتزع من زرقة السماء

و لؤلؤية السحابالمهاجر بين شط الانتظار

و سماحة الانشطار بفعل شعاع طائش

انتزع لون البرتقال من ثوب طفلة تلهو ..


الرمادى مساحة واسعة نتحاور فيها انت و انت ..

و لا يسعنى الا الصمت كبرياء حين تبارزنى بالحرف

فتقتل فلول الامل المنسحبة من قلبى و الرمادى نداء

و لا اجابة تتشتت احرفه و موسيقاه ثم تنكسر
فى اسفل السلم الموسيقى وربما .. العاطفى فى قصتنا المبتورة

الرمادى عش البوح المهجور حين تضع نقطةفى اخر سطر
اعترافك بانى ... فشلت ان اكونك او بعبارة اخرى اكوننى ....

و الرمادى طريق غير ممهد بين مدينتك الغافية بفعل الملل
و مدينتى الباكية بفعل القهر حين احادثك
فلا يجيبنى الا صدى صوت خطواتك المتسارعة
فى عكس الاتجاه المرجو

و الرمادى تمتمة لا بداية ولا نهاية لها
و ورقة تطير يصفعها تراب الزمن فتحترق بلادخان

و الرمادى هو طفلنا الذى وادناه فى الحلم
و لم نتخيل حتى كيف سيصبح شكله
حين يعبر حاجز الامنيه الى براح المستحيل

الرمادى هو العشاء الاخير بلا طعم ولا لون ولا رائحة
و هو احتجاب وجه القمر حين تخاصمنى عيونك
و ترحل الى حيث الغبار يشكل ستار من صد
و عناد يدارى عنى ابتسامة زهرة خجول
فى صبيحة يوم العيد حين لا ينادمنى الا دمعة تقبل وجنتى و هى تقول
كل عام و انت .... وحيدة ..

والرمادى .. رمادى فحسب ايها النص الهارب من باب عقلى المشرع لاى حوار

ليست هناك تعليقات: