حين يؤذن المؤذن بابتداء البوح ..
و تهل الفراشات من افق الياسمين البعيد
تنثر رشات العطر و السكر ..
ابتسم و اجلس لاغزل مئزرا من الحروف
يصاحبنى فى ليالى شتائى المقيم ..
الوارف الحزن
وارمى مرساتى .. لابوح..
ترى لم الفرق بين البوح و النوح ..
مجرد تغيير مكان النقطه
بفعل .. ربما دمعة طائشة
وربما ارتعاشة قلب فاجاة البوح عند جذع حنان
فهز اليه جناح الحرف يتساقط وردا نديا ..
فينوح الوتر شجنا .. و ترقبا و ربما املا ..
ويصير السائر على صراط من نجوم مغمضة العينين
اقدر ما يكون على ان يطرز النوح بالبوح
ويطلق نوارسه سحابة ..
فيخاف البحر على وجناته المغرورة
من ان تمسها مناقير الصدق ..
فتفضح ما اقترفناه من معاداه اليوم الفار من قبضة الملل
ربما خجلا او محاولة منا للسعى
نحو كمال لا يتحقق ..
و تحقق لا يكتمل
فلا نصبح نحن /نحن
الا باكتمال البوح و النوح كمفرد لا يتجزأ
و لا يقبل التخلى عن كونه اساس و غاية و طريق
اساس لكى نكون
و غاية لكوننا
و طريق نسير فيه ولا نبالى
-2-
بوح لم يكتمل و نوح لم يتحقق
فاتردد فى فعل البكااء حياء من بنفسجة تتودد
هيت لكم ايها العابرون ..
فلا يجيبها الا تمنع من خشى الغرق
و اسرى فى ليل اناى المهاجر من صمت الى صمت
و اتذرع بحلول مواسم قطاف الامانى
لاقف معى طويلا
دون ان احاسبنى على خلوتى المسروقة
مع طائر رف جناحه الوردى فى ليلى العبق السواد ..
لاسأله .. و اجيبنى
و اناور البوح لكى اختبئ فى ظل صفصافة التكتم و المواربة
منعا لانهمار محتمل و انهيار وارد
لكل حصونى التائقة للذوبان ..
لاننى اذ ادرك ان فى البوح يكمن الخطر
و انه لاضير من منح علامات الاستفهام و التعجب
ما شاءت من اجنحة و سماوات ..
اعلم يقينا انه سيأتى يوم
لا ينفع فيه صمت او تسويف
فما لا اراه .. اراه حقا
وما لا ادركه سيثور معلنا حقه
فى التحرر من قيد الغير معلوم و الم المسكوت عنه ..
وما اراه سيملنى فىحالة سكونى
و فى حالة فوران غير محسوب
تنوء به قدرتى على الاحتمال ..